العلــــم النافـــــع

موقع رائع يقدم لكم أبحاث ومعلومات ومعارف مدققة ومحققة بإذن الله تعالى ،وما توفيقي إلا بالله .

الأربعاء، 21 مارس 2012

الفجر الصادق والفجر الكاذب


            إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله  .
          أما بعد ؛ فبمنة من الله وفضله ، كتبت هذه الرسالة المختصرة في الفرق بين الفجر الصادق والفجر الكاذب راجيا من سبحانه وتعالى أن يتقبلها خالصة لوجهه الكريم.


       نقطة البداية تكون حديث أنس رضي الله عنه قال : " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن وقت صلاة الغداة ? فصلى حين طلع الفجر , ثم أسفر بعد , ثم قال : أين السائل عن وقت صلاة الغداة ? " ما بين هذين وقت  " . 
        قال الشيخ الألباني : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و هو من أدلة القائلين بأن الوقت الأفضل لصلاة الفجر إنما هو الغلس و عليه جرى الرسول صلى الله عليه وسلم طيلة حياته كما ثبت في الأحاديث الصحيحة و إنما يستحب الخروج منها في الإسفار و هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم : " أسفروا بالفجر , فإنه أعظم للأجر " . و هو حديث صحيح أخرجه البزار و غيره عن أنس , و عاصم بن عمر بن قتادة عن جده و هو في " السنن " و غيرها من حديث رافع بن خديج , و هو مخرج في " المشكاة " ( 614 ) و في " الإرواء " ( 258 ).
           اعلم ،رحمك الله ، أن تبين طلوع الفجر الصادق يكون بثلاث طرق :
1> الطريقة الأولى : تبين بياض النهار من سواد الليل وهذا هو الوارد في قوله تعالى : " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " وقول رسوله صلى الله عليه وسلم : " إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل " حديث متفق عليه.
لكن يصعب ذلك ، وعليه نعتمد على التفسير الآتي :
إنه البياض الذي يظهر في الأفق ويكون ما فوقه سواد داكن ، وهذا يوافق الأحاديث التي سنذكرها في هذا الشأن .
2> الطريقة الثانية : وهي ظاهر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يمنعكم من سحوركم أذان بلال ولا الفجر المستطيل ولكن الفجر المستطير في الأفق " رواه الترمذي وقال "حديث حسن" وصححه الألباني في إرواء الغليل .
فدل هذا الحديث على إحدى علامات الفجر الصادق ألا وهي البياض المستطير الملتصق بالأفق عرضا  وليس البياض المستطيل الصاعد في السماء كذنب السرحان فهذا فجر كاذب وهذا ما اشار إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث جابر رضي الله عنه " الفجر فجران ؛ فأما الفجر الذي يكون كذنب السرحان  ؛ فلا يحل الصلاة ولا يحرم الطعام ، وأما الفجر الذي يذهب مستطيلا في الأفق ؛ فإنه يحل الصلاة ويحرم الطعام " حديث صححه الألباني في صحيح الجامع .
3> الطريقة الثالثة : وهي معرفة أمارات خارجة عن بياض الأفق المذكور ، وقد تم ذكرها في عدة أحاديث من بينها حديث عائشة رضي الله عنها قالت : " لقد كان نساء من المؤمنات يشهدن الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم متلفعات بمروطهن ، ثم ينقلبن إلى بيوتهن وما يعرفن من تغليس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة "صحيح أبي داود . 
والذي يبدو للباحث أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان ينصرف من صلاة الفجر في الغلس دائما ، بل كان ينوع ، وهو ما ذكر في أحاديث أخر تدل على أنه كان ينصرف حين تتميز الوجوه وتتعارف ، منها حديث أبي برزة الأسلمي قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف من الصبح فينظر الرجل إلى وجه جليسه الذي يعرف فيعرفه " صحيح أبي داود ، وحديث أنس بن مالك " أسفروا بالفجر ؛ فإنه أعظم للأجر " أخرجه البزار وهو حديث صحيح .
ولمزيد من التوضيح نذكر الخلاصة التي ذكرها الشيخ ابن عثيمين في الفرق بينهما ، فقال رحمه الله :
"وذكر العلماء أن بينه - أي : الفجر الكاذب - وبين الثاني ثلاثة فروق:
الفرق الأول :       أن الفجر الأول ممتد لا معترض ، أي : ممتد طولاً من الشرق إلى الغرب ، والثاني : معترض من الشمال إلى الجنوب .
الفرق الثاني :      أن الفجر الأول يظلم ، أي : يكون هذا النور لمدة قصيرة ثم يظلم ، والفجر الثاني : لا يظلم بل يزداد نوراً وإضاءة .
الفرق الثالث :     أن الفجر الثاني متصل بالأفق ليس بينه وبين الأفق ظلمة ، والفجر الأول منقطع عن الأفق بينه وبين الأفق ظلمة .
وهل يترتب على الفجر الأول شيء ؟ لا يترتب عليه شيء من الأمور الشرعيَّة أبداً ، لا إمساك في صوم ، ولا حل صلاة فجر ، فالأحكام مرتبة على الفجر الثاني" انتهى .
" الشرح الممتع " ( 2 / 107 ، 108 )

وهذه إجابة للشيخ الألباني حين سأله أبو إسحاق الحويني عن الفجر الصادق :





               وبهذا يتبين ، إن شاء الله تعالى ، الفرق بين الفجر الصادق والفجر الكاذب
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


الثلاثاء، 20 مارس 2012

تعليم الصلاة - أبو هاجر (تشلحيت)


تعليم الطهارة - أبو هاجر (تشلحيت)


الأحد، 18 مارس 2012

نصيحة من القلب لأتباع المبتدع عبد السلام ياسين


نصيحة من القلب لأتباع عبد السلام ياسين

كتب الرد على المبتدع الضال عبد السلام ياسين شيخ جماعة العدل والإحسان

لتحميل هذه الكتب انقر على هذا الرابط :



موقف أهل السنة والجماعة من أهل البدع والأهواء

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد.
فإن من أعظم الشرور التي انتشرت في الأمة، وتفاقم أمرها، والتبست على كثير من الناس: البدع المضلة، ففيها الاستدراك على الله، وادعاء عدم كمال الدين،فكان]في كل خطبة يحذر منها فيقـول: (( وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)).
وقال[: سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم)). [ مسلم ( 1/12 )] 
وقال عن المدينة: (( من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين)). [ مسلم: رقم 1366]
فهجر أهل البدع ومنابذتهم من أعظم أصول الدين التي تحفظ على المسلم دينه وتقيه شر مهالك البدع والضلالات. كيف لا، وقد أوضح الله تعالى هذا الأصل العظيم حيث قال: ﴿وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعـرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين﴾.
قال ابن عون: كان محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى–يرى أن أسرع الناس ردة أهل الأهواء، وكان يرى أن هذه الآية أُنزلت فيهم: ﴿وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم﴾. [الإبانة لابن بطة ( 2/431 )]
والآثـار عن السلف في التحذير من البدع وأهلها كثيرة جداً، فسيرتهم مليئة بهجر أهل البدع، وإخزائهم، وإذلالهم. 
فهذا ابن عمر رضي الله عنه حين سئل عن القدرية قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني. [رواه مسلم ( 8 )]
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب. [الإبانة ( 2/438 )]
وقال الإمام الأوزاعي: اتقوا الله معشر المسلمين، واقبلوا نصح الناصحين، وعظة الواعظين، واعلموا أن هذا العلم دين فانظروا ما تصنعون وعمن تأخذون وبمن تقتدون ومن على دينكم تأمنون؛ فإن أهل البدع كلهم مبطلون أفّاكون آثمون لا يرعوون ولا ينظرون ولا يتقون. إلى أن قال: فكونوا لهم حذرين متهمين رافضين مجانبين، فإن علماءكم الأولين ومن صلح من المتأخرين كذلك كانوا يفعلون ويأمرون. [تاريخ دمشق ( 6/362 )]

وقال الفضيل بن عياض (ت: 187) : إن لله ملائكة يطلبون حلق الذكر، فانظر مع من يكون مجلسك، لا يكون مع صاحب بدعة؛ فإن الله تعالى لا ينظر إليهم،وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة،وأدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة وهم ينهون عن أصحاب البدعة. [حلية الأولياء ( 8/104 )]
قلت: والفضيل بن عياض - رحمه الله - له كلام كثير نفيس في ذم أهل البدع والتحذير منهم، فمن ذلك:
قوله: لا تجلس مع صاحب بدعة، فإني أخاف أن تنـزل عليك اللعنة.
وقال: من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه.
وقال: آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد. [الإبانة لابن بطة (2/460 )]
قال رجل لأيوب السختياني: يا أبا بكر أسألك عن كلمة. قال: فرأيته يشير بيده ويقول: ولا نصف كلمة ولا نصف كلمة. [الإبانة ( 2/472)]
وعن ابن سيرين أنّه كان إذا سمع كلمة من صاحب بدعة وضع إصبعيه في أذنيه ثم قال: لا يحل لي أن أكلمه حتى يقوم من مجلسه.[الإبانة ( 2/473 )]
وقال رجلاً لابن سيرين: إن فلاناً يريد أن يأتيك ولا يتكلم بشيء.
قال: قل لفلان: لا، ما يأتي، فإن قلب ابن آدم ضعيف، وإني أخاف أن أسمع من كلمة فلا يرجع قلبي إلى ما كان.[الإبانة (2/446)]
وقال معمر: كان ابن طاووس جالساً فجاء رجل من المعتزلة فجعل يتكلم، قال فأدخل ابن طاووس إصبعيه في أذنيه، وقال لابنه: أي بني أدخل أصبعيك في أذنيك واشدد، ولا تسمع من كلامه شيئاً. [الإبانة ( 2/446)]
وقال يحيى بن أبي كثير: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في طريق آخر. [الإبانة ( 2/475 )]
وقال ابن المبارك: صاحب البدعة على وجهه الظلمة وإن ادّهن كل يوم ثلاثين مرة. [اللالكائي: 284]
قال: إن الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة.[السلسلة الصحيحة: 1620]
وقال الإمام أحمد: قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة؛ فساق أهل السنة أولياء، وزهاد أهل البدعة أعداء الله. [طبقات الحنابلة (1/184)]
وقال أيضاً: أهل البدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم. [الإبانة ( 2/475)]
وجاء الإمامَ أحمد رجلٌ، فقال: أنا من أهل الموصل، والغالب على أهل بلدنا الجهمية، وفيهم أهل سنة نفر يسير يحبونك، وقد وقعت مسألة الكرابيسي. قال الإمام أحمد: "إياك إياك وهذا الكرابيسي، لا تكلمه، ولا تكلم من يكلمه" أربع مرات، أو خمس مرات. [تاريخ بغداد (8/65)]
وقال مفضل بن مهلهل: لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنّة في بدو مجلسه ثم يدخل عليـك بدعته فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج من قلبك.[الإبانة (2/444 )]
قال الإمام ابن بطة العكبري: ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه [أي: من البدع]، وهجرانه، والمقت له،وهجران من والاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنّة. [ والإبانة ( ص 282 )]
رحم الله الإمام ابن بطة، فعن علم تكلم، وبحكمة نطق، فبعد أن بين أن هجر أهل الأهواء والبدع ومقتهم من أصول السنة،نبّه على أن من ناصر أهل البدع ووالاهم وذب عنهم، وصاحبهم، وإن كان يظهر السلفيّة، فإنه يلحق بهم، ويأخذ حكمهم، ويعامل معاملتهم في الهجر وغيره.
وقـد بين ذلك ووضحه عدد من الأئمة، ومستندهم في ذلك ما جاء في حديث عائشةـ رضي الله عنها –قالت: قال رسول)) : الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)). [البخاري ( 3336 )]
قال ابن مسعود رضي الله عنه :إنما يماشي الرجل، ويصاحب من يحبه ومن هو مثله. [الإبانة ( 2/476 )]
وقال الأوزاعي : من ستر علينا بدعته لم تَخْفَ علينا أُلفته " [الإبانة ( 2/479]
وعن عقبة بن علقمة قال: " كنت عند أرطاة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنّة ويخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم، قال أرطأة: هو منهم لا يلبّس عليكم أمره، قال: فأنكرت ذلك من قول أرطاة قال: فقدمت على الأوزاعي،وكان كشّافاً لهذه الأشياء إذا بلغته، فقال: صدق أرطأة والقول ما قال؛هذا يَنهى عن ذكرهم، ومتى يحذروا إذا لم يُشد بذكرهم " [تاريخ دمشق ( 8/15 )]
وقال محمد بن عبيد الغلابي:" يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة" [الإبانة ( 2/479]
وقال أحمد: إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه. [طبقات الحنابلة ( 1/196)]
قال الأعمش: كانوا لا يسألون عن الرجل بعد ثلاث: ممشاه ومدخله وألفه من الناس. [الإبانة (2/476)]


وقدم موسى بن عقبة الصوري بغداد، فذُكِر للإمام أحمد بن حنبل فقال: أنظروا على من ينزل وإلى من يأوي. [الإبانة (2/479)]
وقال أبو داود السجستاني: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه".( 1 ) [طبقات الحنابلة ( 1/160 )]
قال الفضيل بن عياض: من عظّم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام، ومن تبسم في وجه مبتدع فقد استخف بما أنزل اللهتعالى على محمدصلى الله عليه وسلم، ومن زوّج كريمته من مبتدع فقد قطـع رحمهـا، ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع. [شرح السنّة للبربهاري ( ص : 139 )]
قال الشاطبي: " فإن توقير صاحب البدعة مظنّة لمفسدتين تعودان على الإسلام بالهدم:
إحداهما: التفاتالجهال والعامة إلى ذلك التوقير، فيعتقدون في المبتدع أنّه أفضل الناس،وأن ما هو عليه خير مما عليه غيره، فيؤدي ذلك إلى اتباعه على بدعته دوناتباع أهل السنّة على سنّتهم.
والثانية: أنّهإذا وُقِّرَ من أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرض له على إنشاء الابتداع في كل شيء. وعلى كل حال فتحيا البدع وتموت السنن، وهو هدم الإسلام بعينه. [الاعتصام للشاطبي ( 1/114 )]
وقال الفضيل بن عياض: " الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكـر منها اختلف، ولا يمكن أن يكون صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق".
قال ابن بطة–معلقاً على قول الفضيل - : "صدق الفضيل - رحمه الله–فإنا نرى ذلك عياناً". [الإبانة لابن بطة ( 2/456)]
قال ابن عون:الذي يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع. [الإبانة (2/273)]
وقال عتبة الغلام : من لم يكن معنا فهو علينا.[الإبانة (2/437)]
ولما قدم سفيان الثوري البصرةَ، جعل ينظر إلى أمر الربيع–يعني ابن صبيح–وقدره عند الناس،سأل أي شيء مذهبه؟
قالوا: ما مذهبه إلا السنة. 
قال: من بطانته؟. 
قالوا: أهل القدر. 
قال: هو قدري. [الإبانة ( 2/453)]
وقال الإمام البربهاري: وإذا رأيت الرجل جالساً مع رجل من أهل الأهواء فحذّره وعرّفه، فإن جلس معه بعد ما علم فاتقه؛ فإنه صاحب هوى.[شرح السنة (ص: 121)]


وقال ابن تيميّة فيمن يوالي الاتحادية وهي قاعدة عامة في جميع أهل البدع: 
" ويجب عقوبـة كل من انتسـب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم أو عظم كتبهم، أو عرف بمساندتهم ومعاونتهـم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هـو، أو من قال إنه صنف هذا الكتاب،وأمثال هذه المعاذير، التي لا يقولها إلا جاهل، أو منافق؛ بل تجب عقوبة كلمن عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان، على خلق من المشايخ والعلماء،والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فساداً، ويصدون عن سبيل الله. " [مجموع الفتاوى ( 2/132 )]
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في شرحه لكتاب: "فضل الإسلام"، ما نصّه: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم، هل يأخذ حكمهم؟
فأجاب –عفا الله عنه -: " نعم ما فيه شكٌّ، من أثنى عليهم ومـدحهم هو داعٍ لهم، يدعو لهم، هذا من دعاتهم، نسأل الله العافيـة".
بل كان السلف الصالح -رضي الله عنهم ورحمهم- إذا رأوا الشاب في أول أمره مع أهل السنة رجوه، وإن رأوه مع أهل البدع أيسوا من خيره.
قال الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله - : إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فارجه، وإذا رأيته مع أصحاب البدع فايئس منه؛ فإن الشاب على أول نشوئه. [الآداب الشرعية ( 3/77)]
وقال عمرو بن قيس الملائي: إن الشاب لينشؤ فإن آثر أن يجالس أهل العلم كاد أن يسلم وإن مال إلى غيرهم كاد أن يعطب. [الإبانة ( 2/481-482 )]
قال أرطأة بن المنذر: لأن يكون ابني فاسقاً من الفساق أحب إليّ من أن يكون صاحب هوى.[الإبانة (2/446)]
قال الإمام أحمد: لا غيبة لأصحاب البدع. [طبقات الحنابلة ( 2/274)]
قال الإمام ابن أبي زمنين–رحمه الله-: ولم يـزل أهل السنة يعيبون أهل الأهواء المضلة، وينهون عـن مجالستهم، ويخوفون فتنتهم، ويخبرون بخلاقهم،ولا يرون ذلك غيبـة لـهم، ولا طعناً عليهم. [أصول السنة ( ص: 293 )]
عن سفيان بن عيينة قال: قال شعبة: تعالوا نغتاب في الله عز وجل.
قال الفضيل: من دخل على صاحب بدعة فليست له حرمة. [اللالكائي (2/140)]



وقال أبو صالح الفراء: حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئاً من أمر الفتن فقال: ذاك يشبه أستاذه - يعني: الحسن بن حي-، فقلت ليوسف: ما تخاف أن تكون هذه غيبة؟ فقال: لم يا أحمق أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومن أطراهم كان أضر عليهم.[السير ( 7/364 )]
قال بشر الحارث: كان زائدة يجلس في المسجد يحذر الناس من ابن حي وأصحابه.قال الذهبي في ابن حي: مع جلالته وإمامته كان فيه خارجية. [تذكرة الحفاظ (1/216)] 
ودخل سفيان الثوري المسجد فإذا الحسن ابن حي يصلي، فقال: نعوذ بالله من خشوع النفاق، وأخذ نعليه وتحول. [ التهذيب (2/249)]
قال أبي قلابة: إن أهل الأهواء أهل الضلالة ولا أرى مصيرهم إلا النار، فجربهم فليس أحد منهم ينتحل قولاً – أو حديثاً – فيتناهى به الأمر دون السيف... وإن اختلف قولهم اجتمعوا في السيف. 2) [تعالى ] [][الدارمي (1/58)]
قال أيوب: وكان – أبو قلابة – والله من الفقهاء الألباء.
قال سعيد بن عنبسة: ما ابتدع رجل بدعة إلا غلّ صدره على المسلمين واختلجت منه الأمانة. [الإبانة (2/256)]
كان السلف الصالح يعدون الشدة على أهل البدع من المناقب والممادح ، فكم من إمام قيل في ترجمته: كان شديداً على أهل والبدع. وما كان باعثهم على هذه الشدّة إلا الغيرة والحميّة لهذا الدين، والنصيحة لله.
قال ابن الجوزي عن الإمام أحمد: وقد كان الإمام أحمد بن حنبل لشدة تمسكه بالسنّة ونهيه عن البدعة يتكلم في جماعة من الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنّة، وكلامه ذلك محمول على النصيحة للدين.[مناقب الإمام أحمد: 253]
فـمـن ذلك:
قال علي بن أبي خالد: قلت لأحمد بن حنبل: إنّ هذا الشيخ–لشيخ حضر معنا–هو جاري، وقد نهيته عن رجل، ويحب أن يسمع قولك فيه: حارث القصير–يعني حارثاً المحاسبي–وكنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة، فقلت لي: لا تجالسه، فما تقول فيه؟
فرأيت أحمد قد احمرّ لونه، وانتفخت أوداجه وعيناه، وما رأيته هكذا قط، ثم جعل ينتفض، ويقول: 
ذاك؟فعل الله به وفعل، ليس يعرف ذاك إلا من خَبَره وعرفه، أوّيه، أوّيه،أوّيه، ذاك لا يعرفـه إلا من قد خبره وعرفه، ذاك جالسه المغازلي ويعقوب وفلان، فأخرجهم إلى رأي جهم، هلكوا بسببه،

فق الله الشيخ: يا أبا عبـد الله، يروي الحديث، ساكنٌ خاشعٌ، من قصته ومن قصته؟

فغضب أبو عبد الله، وجعل يقول: 

لا يغرّك خشوعه ولِينه، ويقول: لا تغتر بتنكيس رأسه، فإنه رجل سـوء ذاك لا يعرفه إلا مـن خبره، لا تكلمه، ولا كرامة له، كل من حدّث بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مبتدعاً تجلس إليه؟! لا، ولا كرامة ولا نُعْمَى عين، وجعل يقول: ذاك، ذاك. [طبقات الحنابلة ( 1/234)]
وقال صالح بن أحمد: جاء الحزامي إلى أبي وقد كان ذهب إلى ابن أبي دؤاد، فلما خرج إليه ورآه، أغلق الباب في وجهه ودخل. [مناقب أحمد لابن الجوزي ( ص : 250 )]
وقدم داود الأصبهاني الظاهري بغداد وكان بينه وبين صالح بن أحمد حسن، فكلم صالحاً أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه، فأتى صالح أباه فقال له: رجل سألني أن يأتيك. 
قال: ما اسمه؟. 
قال: داود. 
قال: من أين؟
قال: من أهل أصبهان،
قال: أيّ شيء صنعته؟
قال وكان صالح يروغ عن تعريفه إيَّاه، فما زال أبو عبد الله يفحص عنه حتى فطن
فقال: هذا قد كتب إليّ محمد بن يحيى النيسابوري في أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني. 
قال: يا أبت ينتفي من هذا وينكره،
فقال أبو عبد الله: محمد بن يحيى أصدق منه، لا تأذن له في المصير إليَّ. [تاريخ بغداد ( 8/374 )]
وقال أبو توبة: حدثنا أصحابنا أن ثوراً لقي الأوزاعي فمد يده إليه، فأبى الأوزاعي أن يمد يده إليه، وقال: يا ثور لو كانت الدنيا لكانت المقاربة ولكنه الدين. [السير(11/344)].
قال الإمام أحمد بن حنبل: إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام؛ فإنّه كان شديداً على المبتدعة.( 3)[ تعالى][]
وهذا الإمام الشافعي قال عنه البيهقي: وكان - رضي الله عنه - شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم" [مناقب الشافعي ( 1/469 )]



وكذلك إمام أهل السنّة في عصره أبو محمد الحسين بن عـلي البربهاري ( ت :329) ، قال عنه ابن كثير: العالم الزاهد الفقيه الحنبلي الواعظ، صاحب المروزي وسهلاً التستري، ... وكان شديداً على أهل البدع والمعاصي، وكان كبير القدر تعظمه الخاصة والعامة. [البداية والنهاية ( 11/213)]
وقـال ابن رجب: " شيخ الطائفة في وقته ومتقدّمها في الإنكار على أهل البدع والمباينة لهم باليد أو اللسان. [طبقات الحنابلة ( 2/18 )]
وكانت للبربهاري مجاهدات ومقامات في الدين كثيرة وكان المخالفون يغـلّظون قلب السلطان عليه. [المنهج الأحمد ( 2/37 )]
ومن أقواله: مثل أصحاب البدع مثل العقارب، يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم،فإذا تمكّنوا لدغوا، وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكّنوا بلغوا ما يريدون. [طبقات الحنابلة ( 2/44 )]
وقال أيضاً: إذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع فاحذره فإن ما أخفى عنك أكثر مما أظهر.[شرح السنة (123 رقم 148)]
وكذلك ما قيل فيشيخ الإسلام أبي إسماعيل عبد الله الأنصاري الهروي (ت:481)، فقد قال عنه ابن رجب: " كان سيّداً عظيماً وإماماً عارفاً وعابداً زاهداً ... شديد القيام في نصر السنّة والذبّ عنها والقمع لمن خالفها، وجرى له بسبب ذلك محنٌ عظيمة، وكان شديد الانتصار والتعظيم لمذهب أحمد ". [ذيل الطبقات ( 3/ 60-61 )]قال الذهبي: كان جذعاً في أعين المبتدعة وسيفاً على الجهميّة" [العبر ( 2/343)]
وقد جاء في ترجمته أنه قال:عُرضت على السيف خـمس مرّات، لا يقال لي: ارْجع عن مذهبك، لكن اسكتْ عمن خالفك، فأقول: لا أسكت. [السير( 18/509)]



وهذه – أيضاً – صورة مشرقة لمعاملة أهل السنّة لأهل البدع تتضح من خلال ترجمة المحدث الإمام أحمد بن عون الله بن حدير أبي جعفر الأندلسي القرطبي (ت:378هـ)، فقد قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مفرج: "كان أبو جعفر أحمد بن عون الله محتسباً على أهل البدع غليظاً عليهم مذّلاً لهم طالباً لمساوئهم مسارعاً في مضارّهم شديد الوطأة عليهم مشرّداً لهم إذا تمكن منهم غير مبقٍ عليهم، وكان كل من كان منهم خافياً منه على نفسـهم توقياً، لا يداهن أحداً منهم على حال ولا يسالمه، وإن عثر على منكر وشهد عليه عنده بانحرافٍ عن السنّة نابذه وفضحه وأعلن بذكره والبراءة منه وعيّره بذكر السوء في المحافل وأغرى به حتى يهلكه أو ينزع عن قبيح مذهبه و سوء معتقده ولم يزل دؤوباً على هذا جاهداً فيه ابتغاء وجه الله إلى أنلقي الله تعالى ". [تاريخ دمشق ( 5/118)]
وكذلك الإمام أسد بن الفرات – رحمه الله -، فقد جاء في رسالة أسد ابن موسى المعروف بأسد السنّة التي كتبها لأسد بن الفرات فقال: 
" اعلم – أي أخي – أن ما حملني على الكتابة إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله من إنصافك الناس( 4)،وحسن حالك مما أظهرت من السنّة، وعيبك لأهل البدعة، وكثرة ذكرك لهم، وطعنك عليهم، فقمعهم الله بك، وشدّ بك ظهر أهل السنّة، وقواك عليهم بإظهار عيبهم، والطعن عليهم، فأذلهم الله بذلك، وصاروا ببدعتهم مستترين. فأبشر – أي أخي – بثواب ذلك، واعتد به أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج و الجهاد. وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وإحياء سنّة رسوله … وذُكر أيضاً أنّ لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليّاً لله يذبّ عنها،وينطق بعلاماتها … فاغتنم ذلك، وادع إلى السنّة حتى يكون لك في ذلك أُلفة،وجماعة يقومون مقامك إن حدث بك حدث، فيكونون أئمة بعدك، فيكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة كما جاء الأثر، فاعمل على بصيرة ونيّة وحسبة، فيرد الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر، فتكون خلفاً من نبيك - صلى الله عليه وسلم-، فإنك لن تلقـى الله بعمل يشبهه. وإياك أن يكون لك من أهل البـدع أخ أو جليس أو صاحب … ". ا[لبدع والنهي عنها لابن وضاح ( ص: 28)]
وأختم بهذه النصيحة للإمام البربهاري – رحمه الله – قال:
فاحذر ثم احذر أهل زمانك خاصة، وانظر من تجالس، وممن تسمع، ومن تصحب، فإن الخلق كأنهم في ردة؛ إلا من عصم الله منهم!. [شرح السنة :116]
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
1 /قال العلامة الشيخ حمود التويجري –رحمه الله وغفر له- عن هذه الرواية وتطبيقها على أهل البدع كجماعة التبليغ: " وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛ فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به، من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم، فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم، فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به." [القول البليغ ( ص : 230-231 )]
2 / ونرى ذلك في الفرق المعاصرة كـ(الأخوان وفصائلها والتبليغ –التي حكم عليهم إمام العصر: ابن باز؛ بأنهم من الثنتين والسبعين فرقه الضالة-) وغيرهم من الفرق، وكأنهم مختلفون فيما بينهم ولكنهم مجتمعون في السيف على حكام المسلمين ومعاداتهم أهل السنة.
قال الإمام البربهاري: واعلم أن الأهواء كلها رديّة، كلها تدعوا إلى السيف. [شرح السنة: 122]
3 / كان السلف يعدّون الطعن على أهل السنّة والذابين عنها؛ من علامات أهل البدع والضلال، بل قد يعدّون الرّجل من أهل البدع بمجرد طعنه عليهم،قال أبو زرعة: إذا رأيت الكوفي يطعن على سفيان الثوري وزائدة: فلا تشك أنّه رافضي، وإذا رأيت الشامي يطعن على مكحول والأوزاعي: فلا تشك أنّه ناصبي، وإذا رأيت الخراساني يطعن على عبد الله بن المبارك: فلا تشك أنّه مرجئ، واعلم أنّهذه الطوائف كلها مجمعة على بغض أحمد بن حنبل؛ لأنّه ما من أحد إلا وفيقلبه منه سهم لا بُرْء له [طبقات الحنابلة (1/199 )]. 
وقال أبو حاتم -أيضاً-: (( علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر))[ للالكائي (1/179)]. وقال الإمام أبو عثمان الصابوني: (( وعلامات البدع على أهلها بادية ظاهرة، وأظهر آياتهم وعلاماتهم: شدة معاداتهم لحملة أخبار النبيصلى الله عليه وسلمو احتقارهم واستخفافهم بهم)) [عقيدة السلف (101)]. قال السفاريني: (( ولسنا بصدد ذكر مناقب أهل الحديث فإنَّ مناقبهم شهيرة ومآثرهم كثيرة وفضائلهم غزيرة، فمن انتقصهم فهو خسيس ناقص، ومن أبغضهم فهو من حزب إبليس ناكص)) [ لوائح الأنوار (2/355)].
4 / تنبه - أخي في الله - إلى أنه جعل ذكر معائب أهل البدع والطعن عليهم وكثرة ذكر ذلك من الإنصاف للناس، ولم يجعل الإنصاف ذكر الحسنات إلى جانب السيئات كمايقوله أهل منهج الموازنات، ألا ساء ما يحكمون.

السبت، 17 مارس 2012

حكم الإقامة في بلاد الكفار للشيخ محمد ناصر الدين الألباني

الإقامة في بلاد الكفار - الشيخ الألباني - الأول





الإقامة في بلاد الكفار - الشيخ الألباني - الثاني


الإقامة في بلاد الكفار - الشيخ الألباني - الثالث



الإقامة في بلاد الكفار - الشيخ الألباني - الرابع


الإقامة في بلاد الكفار - الشيخ الألباني - الخامس


الإقامة في بلاد الكفار - الشيخ الألباني - الأخير




الجمعة، 16 مارس 2012

اتفاق علماء الأمة من السلف والخلف على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد اتفق عامة علماء الأمة من السلف والخلف من الفقهاء والمفسرين وأهل الحديث وغيرهم، على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية ولم يعرف لهم مخالف على مر العصور والأزمان إلا ما قال به بعض المعاصرين من أقوال شاذة بجواز مصافحة المرأة الأجنبية.
ونحن بعون الله ومدده سنبين أقوال العلماء في هذه المسأله 



ونأتي للأدله من الكتاب والسنه عن تحريم مصافحة المرأه الأجنبيه :
عن معقل بن يسار يقول : قال رسول الله  : " لئن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له " .
رواه الطبراني في " الكبير " ( 486 ) . 
والحديث : قال الألباني عنه في " صحيح الجامع " ( 5045 ) : صحيح .
فهذا الحديث وحده يكفي للردع والتزام الطاعة التي يريدها الله تعالى منا لما يفضي إليه مس النساء من الفتن والفاحشة .
عن عائشة زوج النبي  قالت : " كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله  يُمتحنَّ بقول الله عز وجل : ( يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ) الممتحنة / 12 ، قالت عائشة : فمن أقر بهذا من المؤمنات فقد أقر بالمحنة ، وكان رسول الله  إذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن رسول الله  : انطلقن فقد بايعتكن ، ولا والله ما مست يد رسول الله  يدَ امرأةٍ قط غير أنه يبايعهن بالكلام ، قالت عائشة : والله ما أخذ رسول الله  على النساء قط إلا بما أمره الله تعالى وما مست كف رسول الله  كف امرأة قط وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن قد بايعتكن كلاما " .
رواه مسلم ( 1866 ) .
عن عروة أن عائشة أخبرته عن بيعة النساء قالت : " ما مس رسول الله  بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته ، قال : اذهبي فقد بايعتك " .
رواه مسلم ( 1866 ) .
فهذا المعصوم خير البشرية جمعاء سيد ولد آدم يوم القيامة لا يمس النساء ، هذا مع أن الأصل في البيعة أن تكون باليد ، فكيف غيره من الرجال ؟ .
عن أميمة ابنة رقيقة قالت : قال رسول الله  : " إني لا أصافح النساء " .
رواه النسائي ( 4181 ) وابن ماجه (2874) . وصححه الألباني " صحيح الجامع " ( 2513 ) .


أقوال العلماء : 
اتفق عامة علماء الأمة من السلف والخلف من الفقهاء والمفسرين وأهل الحديث وغيرهم، على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية ولم يعرف لهم مخالف على مر العصور والأزمان إلا ما قال به بعض المعاصرين من أقوال شاذة بجواز مصافحة المرأة الأجنبية.
وسنذكر بعض أقوال علماء المذاهب المتبعة في أرجاء المعمورة ليعلم القارئ الكريم أن غيرها شذوذ لا يلتفت إليه
أولا: المذهب الحنفي : قال صاحب كتاب "الهداية" :"ولا يحل له أن يمس وجهها ولا كفيها وإن كان يأمن الشهوة ". وقال صاحب "الدر المختار": "فلا يحل مس وجهها وكفها وإن أمن الشهوة "
المذهب المالكية : قال الإمام ابن العربي – المالكي - عند قوله تعالى : {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا}: عن عروة عن عائشة قالت : ما كان رسول الله يمتحن إلا بهذه الآية إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ قال معمر فأخبرني ابن طاووس عن أبيه قال : ما مست يده يد امرأة إلا امرأة يملكها .
وعن عائشة أيضاً في الصحيح : ما مست يد رسول الله –  - يد امرأة وقال إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة، وقد روي أنه صافحهن على ثوبه . وروي أن عمر صافحهن عنه وأنه كلف امرأة وقفت على الصفا فبايعتهن ، وذلك ضعيف وإنما ينبغي التعويل على ما روي في الصحيح ]. وقال الإمام الباجي في المنتقى: وقوله–  - "إني لا أصافح النساء " لا أباشر أيديهن بيدي . يريد - والله أعلم - الاجتناب ، وذلك أن حكم مبايعة الرجال المصافحة ، فمنع ذلك في مبايعة النساء لما فيه من مباشرتهن )
المذهب الشافعية : قال الإمام النووي - الشافعي – في "المجموع": "وقد قال أصحابنا كل من حرم النظر إليه حرم مسه بالمس أشد ، فإنه يحل النظر إلى الأجنبية إذا أراد أن يتزوجها وفي حال البيع والشراء الأخذ والعطاء ونحو ذلك ، ولا يجوز مسها في شيء من ذلك". وقال أيضاً في شرحه على "مسلم": "فيه أن بيعة النساء بالكلام وفيه أن كلام الأجنبية يباح سماعه عند الحاجة وأن صوتها ليس بعورة وأن لا يلمس بشرة الأجنبية من غير ضرورة كتطبيب وفصد".
مذهب الحنابلة : قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى" : "ويحرم النظر بشهوة إلى النساء والمردان ومن استحله كفر إجماعاً ويحرم النظر مع وجود ثوران الشهوة وهو منصوص الإمام أحمد والشافعي .. وكل قسم متى كان معه شهوة كان حراماً بلا ريب سواء كانت شهوة تمتع النظر أو كانت شهوة الوطء واللمس كالنظر وأولى" وقال ابن مفلح في "الفروع": "فتصافح المرأة المرأة والرجل الرجل والعجوز والبرزة غير الشابة فإنه يحرم مصافحتها ذكره في الفصول والرعاية" وقال في "كشاف القناع":" سئل أبو عبد الله عن الرجل يصافح المرأة قال : لا ، وشدد فيه جدا قلت : فيصافحها بثوبه قال : لا قال رجل : فإن كان ذا رحم قال : لا قلت : ابنته قال : إذا كانت ابنته فلا بأس والتحريم مطلقا اختيار الشيخ تقي الدين ويتوجه التفصيل بين المحرم وغيره ، فأما الوالد فيجوز قاله في الآداب . "
ومن هذه النقول يتبين أن انتشار مصافحة النساء الأجنبيات من المنكرات التي تفشت بين الناس وأصبح المُنكِر لها ينظر إليه على أنه سيئ النية أو أنه تشدد في الدين. وقد ورد الوعيد الشديد على فاعل ذلك فعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" أخرجه الطبراني ورجاله ثقات وكذا رواه البيهقي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت والله ما أخذ رسول الله  النساء قط إلا بما أمره الله تعالى وما مست كف رسول الله  كف امرأة قط.و


من المعلوم أن المفاسد المترتبة على اللمس والمصافحة للنساء الأجنبيات كثيرة فمن ذلك تحريك الشهوة وضعف أو فقد الغيرة وذهاب الحياء، فإن من مدت يدها لمصافحة الرجال فلا تأمن أن تجرها المصافحة إلى الانبساط بالحديث وغيره



  قال الحافظ العراقي في طرح التثريب (6/1751) "وذكر بعض المفسرين أنَّه  دعى بقدح من ماء فغمس فيه يده ثم غمس فيه أيديهن وقال بعضهم: ما صافحهن إلا بحائل، وكان على يده ثوب قطري، وقيل: كان عمر يصافحهن عنه !
ولا يصح شيء من ذلك لا سيما الأخير، وكيف يفعل عمر ـ رضي الله عنه ـ أمراً لا يفعله صاحب العصمة الواجبة؟!" اهـ.

وكل من يستشهد بذلك عليه ان يأتي لنا بسندا لهذه الروايه غير الصحيحه ؟؟!  

وما ورد في ذلك من الإباحة فهو ضعيف :
قال الزيلعي : 
قوله : " وروي أن أبا بكر كان يصافح العجائز " ، قلت : غريب أيضاً . 
" نصب الراية " ( 4 / 240 ) .
وقال ابن حجر :
لم أجده .
" الدراية في تخريج أحاديث الهداية " ( 2 / 225 ) .

فكيف يستشهد باثر ضعيف في اقرار حكم شرعي ونترك كل هذه الأحاديث الصحيحه الصريحه السابقه ؟!!! 

المزيد من أقوال العلماء :

قال العلاًمة ابن باز – رحمه الله – في مجلة الجامعة الإسلامية [5] : ( قد عُلمَ بالأدلة الشرعية من الكتاب والسُنّة أنّ المرأة ليس لها أن تصافح أو تُقبل غير محارمها من الرجال سواء أكان ذلك في الأعياد أم عند القدوم من السفر أو لغير ذلك من الأسباب ، لأنّ المرأة عورة وفتنة ، فليس لها أن تمس الرجل الذي ليس محرماً لها سواء أكان ابن عمها أم بعيداً منها وليس لها أن تقبله أو يقبلها ، لا نعلم بين أهل العلم رحمهم الله خلافاً في تحريم هذا الأمر وإنكاره لكونه من أسباب الفتن ومن وسائل ما حرّم الله من الفاحشة والعادات المخالفة للشرع ) . 

وقال في الفتاوى (10/133 ) ( لا يجوز للرجل أن يصافح المرأة الأجنبية لقوله  : ( إني لا أصافح النساء ) .


وقالت اللجنة الدائمة [6] في الفتوى ( 1742) : ( لا يجوز أن يضع رجل يده في السلام في يد امرأة ليس لها بمحرم ولو توّقت بثوبها ) . 


وقال الشيخ بكر أبو زيد في الحراسة ص 85 : " تحريم مسّ الرجل بدن الأجنبية حتى المصافحة للسلام " 


وقال الشيخ [7]ابن عثيمين - رحمه الله - ( لا يجوز للمرأة أن تمد يدها إلى رجالٍ ليسوا من محارمها لتصافحهم ولا يجوز للرجل أيضاً أن يمده يده إلى امرأة ليست من محارمه ليصافحها ) .

وقال الشيخ ابن جبرين [8] - حفظه الله – ( المرأة الأجنبية لا يحل لها مصافحة الأجانب ، ولو كانوا أبناء عمها أو أبناء خالتها كما أنه لا يحل لها كشف الوجه وإبداء الزينة ولو كانوا من أقاربها غير المحارم ) .

وقال الشيخ صالح الفوزان [9] : ( لا يجوز للرجل أن يصافح امرأة أجنبية ) .

قال الألباني – رحمه الله – في الصحيحة ( 2/ 55) : ( وجملة القول أنّه لم يصح عنه  أنه صافح امرأة قط حتى ولو في المبايعة ، فضلاً عن المصافحة عند الملاقاة ، فاحتجاج البعض بجوازها بحديث أم عطية الذي ذكرته ، مع أنّ المصافحة لم تذكر فيه ، واعرضه عن الأحاديث الصريحة في تنزيهه  عن المصافحة ، لأمرٌ لا يصدر من مؤمن مخلص ، لا سيما وهناك الوعيد الشديد فيمن يمسّ امرأة لا تحل له ) .

وقال الدكتور سعيد رمضان البوطي في فقه السيرة ص 431 : ( ولا أعلم خلافاً بين العلماء في عدم جواز ملامسة الرجل بشرة امرأة أجنبية ) .

وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي في الأضواء ( 6/602 ) : ( اعلم أنه لا يجوز للرجل الأجنبي أن يصافح امرأة أجنبية منه ، ولا يجوز له أنْ يمس شيءٌ من بدنه شيئاً من بدنها ) .

وقال الشيخ محمد بن علي الصابوني في روائع البيان ( 2/ 264 ) : ( أقول الروايات كلها تشير إلى أنّ البيعة كانت بالكلام ، ولم يثبت عنه  أنه صافح النساء في بيعة أو غيرها ، ورسول الله  عند ما يمتنع عن مصافحة النساء مع أنه المعصوم فإنما هو تعليم للأمة وإرشاد لها لسلوك طريق الاستقامة ، وإذا كان رسول الله  وهو الطاهر ، والفاضل ، الشريف الذي لا يشك إنسان في نزاهته وطهارته ، وسلامة قلبه لا يصافح النساء ويكتفي بالكلام في مبايعتهن مع أنّ أمر البيعة أمر عظيم الشأن فكيف يباح لغيره من الرجال 

مصافحة النساء مع أنّ الشهوة فيهم غالبة ، والفتنة غير مأمونة ، والشيطان يجري فيهم مجري الدم ؟! ) .

الخميس، 15 مارس 2012

The Manners of the Seekers of Knowledge


الأربعاء، 14 مارس 2012

العلــــم النافـــــع: الأربعون حديثاً في الزهد بالدنيا والمال

العلــــم النافـــــع: الأربعون حديثاً في الزهد بالدنيا والمال: بسم الله الرحمن الرحيم  الأربعون حديثاً في الزهد بالدنيا والمال 1- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله - صلى الله ...

الأربعون حديثاً في الزهد بالدنيا والمال




بسم الله الرحمن الرحيم 


الأربعون حديثاً في الزهد بالدنيا والمال

1- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بمنكبي فقال: " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. رواه البخاري .( 6416)

2- عن عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تغتروا" رواه البخاري (6433) وأصله في الصحيحين .

3- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" إني مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها " رواه البخاري ( 1465) ومسلم ( 2421)

4- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر". رواه مسلم (7417)

5- عن معاوية - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال "لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة " رواه ابن ماجة (4035) ورواه ابن حبان في صحيحه (689) قال البوصيري في مصباحه (1422) " هذا إسناد صحيح رجاله ثقات "

6- عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بالسوق، داخلا من بعض العالية، والناس كنفته. فمر بجدي أسكّ ميت. فتناوله فأخذ بأذنه. ثم قال "أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟" فقالوا: ما نحب أنه لنا بشئ. وما نصنع به؟ قال "أتحبون أنه لكم؟" قالوا: والله! لو كان حيا، كان عيبا فيه، لأنه أسك. فكيف وهو ميت؟ فقال "فوالله! للدنيا أهون على الله، من هذا عليكم".رواه مسلم ( 7418)

7- عن سهل بن سعد -رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء " رواه الترمذي (2330) وقال"هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه"

8- عن المستورد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "والله! ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه في اليم. فلينظر بم يرجع؟ " رواه مسلم (7197)

9- عن أبي سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء " رواه مسلم (6948)

10- عن عمرو بن عوف - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافقت صلاة الصبح مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلما انصرف تعرضوا له، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رآهم وقال: " أظنكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة، وأنه جاء بشيء " قالوا: أجل يا رسول الله، قال: " فأبشروا وأمِّلوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم " وفي لفظ لهما " وتلهيكم كما ألهتهم " رواه البخاري ( 3158) ومسلم (7425)

11- عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم " رواه مسلم ( 6576)

12- عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ماكتب له. ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره. وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة " رواه ابن ماجة ( 4105) ، قال البوصيري في الزوائد (1454) "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات "

13- عن عبدالله بن عمرو- رضي الله عنه -أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال " قد أفلح من أسلم ورُزق كفافا و قنّعه الله بما آتاه " رواه مسلم (2426) قال المنذري في كتابه (الترغيب2/11) " الكفاف : من الرزق ما كف عن السؤال مع القناعة لا يزيد على قدر الحاجة "

14- عن فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول "طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع" رواه الترمذي (2349) وقال "هذا حديث حسن صحيح "

15- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " اللهم أرزق آل محمد قوتا " رواه البخاري (6460) ومسلم (2427)

16- عن عبد الله - رضي الله عنه - قال نام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء فقال " ما لي وما للدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب أستظل تحت شجرة ثم راح وتركها " رواه الترمذي (2377) وقال " هذا حديث حسن صحيح "

17- عن عمر - رضي الله عنه - أنه رأى أثر الحصير في جنب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبكى عمر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم " ما يبكيك " قال : قلت " يا رسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله ! فقال " أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة " رواه البخاري (4913) ومسلم (3691)

18- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " لو كان لي مثل أحد ذهبا ما يسرني أن لا يمر علي ثلاث وعندي منه شيء إلا شيء أرصده للدين " رواه البخاري (2389) ومسلم (2302) وله شاهد من حديث أبي ذر عند البخاري (2388) ومسلم (2304)

19- عن عبدالله بن الشخير - رضي الله عنه - قال أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ: (ألهاكم التكاثر) قال "يقول ابن آدم: مالي. مالي ، قال : وهل لك، يا ابن آدم! من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أوتصدقت فأمضيت " رواه مسلم ( 7420)

20- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " يقول العبد: مالي ، مالي ، وإنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى ، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس " رواه مسلم ( 7422)

21- عن كعب بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال " ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه " رواه الترمذي (2376) وقال " هذا حديث حسن صحيح"

22- عن أنس -رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان : حب المال وطول العمر " رواه البخاري (6421) ومسلم (2412) وله شاهد من حديث أبي هريرة عندهما ( خ 6420 - م 2411)

23- عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ". رواه البخاري ( 6436) ومسلم (2418) وله شاهد من حديث ابن الزبير عند البخاري ( 6437) ومن حديث أنس عنده أيضا (6439) وعند مسلم (2415) ومن حديث أبي موسى عند مسلم (2419)

24- عن كعب بن عياض - رضي الله عنه - قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال " رواه الترمذي (2336) وقال " هذا حديث حسن صحيح غريب .."

25- عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ألا إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم " رواه ابن حبان في صحيحه (693)

26- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " تعس عبد الدينار ، والدرهم ، والقطيفة ، والخميصة ، إن أُعطي رضي وإن لم يُعط لم يرض " رواه البخاري (2886)

27- عن خولة بنت قيس - رضي الله عنها - قالت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " إن هذا المال خضرة حلوة ، من أصابه بحقه بورك له فيه ، ورب متخوّض فيما شاءت به نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار " رواه الترمذي ( 2374) وقال " هذا حديث حسن صحيح" وله شاهد من حديث حكيم بن حزام عند البخاري (6441) ومسلم (2387)

28- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ليس الغنى عن كثرة العرَض ولكن الغنى غنى النفس " رواه البخاري (6446) ومسلم (2420) قال المنذري ( الترغيب 2/11) "العرَض : بفتح العين المهملة والراء هو كل ما يُقتنى من المال وغيره"

29- عن أبي أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك ، وأن تمسكه شر لك ، ولا تلام على كفاف ، وابدأ بمن تعول ، واليد العليا خير من اليد السفلى " رواه مسلم (2388)

30- عن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه-قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيم فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه" رواه الترمذي ( 2417) وقال "هذا حديث حسن صحيح "

31- عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد: يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله " رواه البخاري ( 6514) ومسلم ( 7424)

32- عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال" اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء " رواه البخاري ( 6449) ومسلم مختصرا( 6942) وله شاهد من حديث ابن عباس عند مسلم (6938) وعلقه البخاري (6449)

33- عن أسامة بن زيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين ، وإذا أصحاب الجد محبوسون إلا أصحاب النار فقد أُمر بهم إلى النار ، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء" رواه البخاري (5196) ومسلم (6937)


34- عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء، يوم القيامة، إلى الجنة، بأربعين خريفا". رواه مسلم ( 7463)

35- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمس مائة عام نصف يوم" رواه الترمذي (2353) و قال "هذا حديث حسن صحيح ."

36- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " المكثرون هم الاسفلون الا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا وهكذا أمامه وعن يمينه وعن شماله وخلفه" رواه أحمد (9522) وابن ماجة (4132) وقال البوصيري في الزوائد (1465) " هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" وله شاهد من حديث أبي ذر في البخاري (2388) ومسلم ( 2304) بسياق أطول.

37- عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال " لو أنكم كنتم توكّلون على الله حق توكله لرُزقتم كما يُرزق الطير تغدو خماصا و تروح بطانا " رواه الترمذي ( 2354) وقال "هذا حديث حسن صحيح "

38- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " إذا نظر أحدكم إلى من فُضّل عليه في المال والخَلْق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فُضّل عليه". رواه مسلم ( 7428) وفي لفظ له (7430) "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله "

39- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " رواه مسلم (6543)

40- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " رُبّ أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه" رواه مسلم (6682)


وصلى الله وسلم على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين


(Crucifiction ou Fiction (Deedat vs Douglas